خبيران: تونس تواجه ارتفاعا مقلقا لنسبة التداين.. والإصلاح مازال ممكنا
تحدّث الخبير الاقتصادي عزّ الدين سعيدان وأستاذ الاقتصاد لطفي بن عيسى، خلال استضافتهما في برنامج "ميدي شو"، الجمعة 28 جويلية 2023، عن الحصيلة الاقتصادية لسنتين منذ إجراءات 25 جويلية 2021 والإجراءات المنتظرة للخروج من الأزمة الاقتصادية.
ونبّه عزّ الدين سعيدان، في بداية حديثه، إلى أنّ جميع المؤشّرات تُبرهن أنّ وضع تونس على كلّ الجوانب في غاية الخطورة، مشيرا إلى ارتفاع نسبة الدين العمومي، وخاصّة الدين الخارجي، حيث وصلت البلاد إلى نسبة دين مشطّة.
وقال: "ذلك تسّبب في التقارير التي تشكّك في قدرة تونس على تسديد ديونها بصفة طبيعية".
بدوره، أكّد لطفي بن عيسى أنّ الوضع الاقتصادي أكثر من صعب من كلّ الجوانب، مشيرا إلى أنّ "تونس أصبحت تتديّن من أجل خلاص ديون أخرى".
وقال: "منذ سنوات ونحن نتحدّث عن منوال تنموي جديد، وكأنّه هناك عدم تلازم بين الخيارات الآنية والاستراتيجية".
وأضاف الخبير الاقتصادي عزّ الدين سعيدان أنّه لأوّل مرّة في تاريخ تونس، وصلنا إلى هذا المستوى من الدين، قائلا إنّ "عام 2010 دين تونس كان ربع الذي وصلت إليه اليوم".
وتابع: "التبرير بأنّ ما يحدث سببه جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية غير صحيح، نحن نعيش سوء اختياراتنا وتصرّفاتنا..".
كما شدّد سعيدان على أنّ الاقتصاد التونسي عاجز عن خلق النمو، مضيفا أنّه "دون استثمار لن يكون هناك نمو أو ثورة أو خلق مواطن شغل".
وأردف: "في كلّ مرّة أرى فيها وزيرا يُمضي على قرضا، وهو مبتسم أو يُصفّق، اتساءل ما الذي في داخله وكيف يُفكّر!..".
وأفاد ضيف "ميدي شو" بأنّ الحلّ يمكن في الإصلاحات الجذرية الحقيقية، التي لا تكون إلاّ تونسية، قائلا "الاقتصاد التونسي ينزف من كلّ مكان.. ولكن أيّ اقتصاد في العالم، في حال توفّر التصرّف الحكيم إصلاحه ممكن".
كما شدّد لطفي بن عيسى على أنّنا "في حاجة إلى تصوّر جديد، يمرّ بإعادة توزيع الأدوار بين الدولة والقطاع الخاصّ والقطاع التعاوني.